تعرضت أشكال وأبعاد ومواقع القارات عبرا لدهر الجيولوجي إلى تغييرات بالغة جدا. سمحت لنا المعطيات التي قدمها لنا علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) وعلم الإحاثة (الباليونتولوجيا) بإعادة تصوير الجغرافية القديمة لكوكبنا.
قبل 570 مليون سنة، عند بداية الدهر القديم الأول، كانت الكوة الأرضية مكونة من أريع كتل قارية تفصل بينها بحار عميقة. خلال هذا الدهر تحركت الكتل القارية واستدارت وبدأت تتوحد قبل حوالي 280 مليون سنة، لتشكل قارة كبيرة وحيدة عرفت باسم بانجيه. بحد انقضاء حوالي 50 مليون سنة انقسمت هذه القارة الكبيرة بدورها إلى قارة شمالية عرفت باسم لوراسيا وقارة جنوبية عرقت باسم غوندوانا.
قبل 130 مليون سنة تقريبا بدأت القارات تأخذ مواقعها و مظهرها العام الحالي.
تشكل الطبقة الخارجية لقشرة الأرض تركيبة معقدة تتكون من سبعة ألواح بأحجام مختلفة ويحمل سطح أو قشرة كل لوح محيطا وقارة أو جزءا من محيط أو قارة. تتحرك هذه الألواح باستمرار عندما تنفصل هذه الألواح تندفع الصهارة من الحجاب وتزيد حجم القشرة المحيطة. وعند ذلك يتشكل شق يعرف بالصدع وعندما تقترب الألواح من بعضها البعض يغوص أحد الألواح ببطء تحت لوح آخر وعند ذلك تتشكل هوة محيطية. تتكون سلاسل الجبال نتيجة اصطدام لوحين. تنزلق ألواح معينة ويحتك الواحد بالآخر وعلى امتداد أطراف الألواح ينشأ معظم البراكين والهزات الأرضية.
تحدث حركة الألواح على سطح الأرض بسبب تيارات الهواء الساخن التي يولدها الحجاب. لا يعرف العلماء بشكل دقيق لا الاتجاهات ولا الطرق التي تسلكها هذه التيارات الهوائية. اصطدام اللوح الهندي واللوح الآسيوي فشكل هذا الاصطدام سلسلة جبال الهيمالايا.
