إذا أردنا تشييد بناء علينا أولا أن نحفر الأساسات عميقا في الأرض لأنها تكون مسؤولة عن ثبات البناء الذي سيشيد فوقها. تتكون هذه الأساسات غالبا من كتل من الخرسانة يمنع حجمها من انغرازها في التربة أو بالانحناء. تحمل هذه الأساسات ثقل البناء كما تستطيع أن تتصدى للقوى المسلطة عليها مثلا في حال حدوث رياح عنيفة.
إذا سمحت أرض البناء يمكن تشييد الأبنية على طبقتها الصخرية ولكن معظم ناطحات السحاب تشيد في سهول حيث تكون التربة ضعيفة المقاومة ولذلك يجب أن تقام الأساسات بأكبر قدر ممكن من العناية بحيث تتمكن من مقاومة جهود هائلة تواجهها.
البرج المائل :
يشتهر البرج المائل المبني بالمرمر في بيزا، إيطاليا، في العالم أجمع لكونه يميل بحيث يعطي الانطباع بأنه على وشك السقوط. تبتعد قمته التي تعلو 55 مترا عن سطح الأرض بمقدار 2 ، 4 مترا عن الخط العمودي.
بعد إتمام بنائه بقليل عام 1173 بدأ البرج يميل لأن أساساته كانت غير كافية وكانت التربة طرية جدا.
من المحتمل أن يكون البرج قد تهدم في يومنا الحاضر لولا تنفيذ أشغال لتثبيت أساساته من خلال تثبيت التربة في العمق وتركيب ثقل موازن في قاعدته لمنع أية زيادة في الميلان.
المدن و التربة :
كانت المدن تعكس حتى تاريخ حديث مظهر التربة التي توجد تحتها. فمثلا بنية ناطحات سحاب عظيمة على جزيرة مانهاتن في وسط ولاية نيويورك بينما لا تملك مدينة لندن أية أبنية شاهقة.
إن جزيرة مانهاتن هي جزيرة صخرية وباطن أرضها متماسك بحيث يستطيع تحمل الأبنية
العظيمة في حين أن مدينة لندن مبنية على سهل صلصالي لا يملك نفس هذا التماسك. مع ذلك فقد سمحت التقنيات الحديثة في تشييد الأساسات كتعزيز التربة أو بناء أوتاد متينة بتشييد ناطحات سحاب فوق أرض رخوة. وهكذا أصبح في لندن أبراج عالية. ان أعلى بناء في مدينة نيويورك ويعرف باسم مركز التجارة العالمي ويبلغ ارتفاعه 412 مترا مبني فوق أرض غير متماسكة.