تمثل العضلات التى تكون لحم الإنسان والحيوان حوالي نصف الوزن الإجمالي للجسم والعضلات التي تعتمل عليها حركاتنا وتصرفاتنا هي العضلات المحررة التي تتثبت على الهيكل العظمي وتستجيب لإرادتنا.
لا تستطيع عضلة محررة القيام سوى بشكل واحد من النشاط هو التقلص وهي تسحب على العظام المثبتة عليها ولكن هذه العضلات تتوزع على أزواج بعنصرين مضادين. أي أنها تعمل بصورة مضادة. فمثلا توجد عضلة لرفع الساق وتوجد عضلة أخرى لإنزالها.
بإمكان العضلة الأولى أن تعمل باتجاه واحد والعضلة الأخرى باتجاه معاكس ولكن عندما تتقلص أحداهما تتمدد الأخرى بصورة تلقائية فتسمح للعضلة الأولى بتنفيذ مهمتها.
إن ما وصفناه ليس سوى تبسيط للواقع، لأنه في معظم الحالات تعمل العضلات على أساس فريق عمل مكون من عشرين أو ثلاثين عضلة أو حتى أكثر فتسمح لنا بالسير و القفز و الجلوس وقذف كرة وفي حين أن عضلات منطقة معينة من الجسم تطلق حركة معينة يكون لعضلات أخرى عمل تعويضي يساهم في المحافظة باستمرار على توازننا.
يكون للعضلة المحررة النموذجية شكل منتفخ يستدق عند أطرافه حيث تدخل الأوتار التي تثبته بالعظم وبالفعل يكون للعضلات أشكال مختلفة حسب وظائفها وخصائصها فمثلا تسيطر العِلْباء على حركات أعلى الظهر وهي عضلة كبيرة مثلثة الشكل تمتد حتى العنق انطلاقا من العمود الفقري حتى الوصول إلى عظم الكتف.
ومن خلال سحب أو رفع هذه العظمة تؤثر هذه العضلة على وضعية الذراع وتؤمن العضلة الدالية، إحدى العضلات الرئيسية التي تؤمن استقرار منفصلة الكتف، رفع و تدوير الذراع.
بما أن رأس النقا (كظم العضد) مثبت داخل تجويف غير عميق يكون مفصل الكتف غير مستقر نسبيا ويتطلب دعامات قوية.
تعمل عضلات الجزء الأمامي من الجسم بصورة مضادة لنظيراتها في الجزء الخلفي. تؤمن العضلات الصدرية دوران الذارع وارتفاعها نحو الأعلى ونحو الأمام وتساهم بالإضافة إلى ذلك في تنفيذ الحركات التنفسية.
عندما يقذف لاعبا كرة الكرة تعمل ساقه بمثابة عتلة بتأثير ثلاثي. ينتأ الفخذ ابتداء من الورك وتدور الساق على محورها عند الركبة وتنثني القدم عند الكاحل، يحدث في البداية تقلص عضلات عظم المقعدة (خلف الساق) للاستعداد للانطلاق بثني الساق ثم تقلص في العضلة الرباعية (أمام الساق) لإرخاء عضلة عظم المقعدة وقذف الكرة.
بصورة مماثلة تعمل العضلات المضادة في ربلة الساق و الظنبوب بمعارضة منسقة مع الرسغ كمحور :
بغية قذف الكرة إلى الأمام يتحدد امتداد القدم نتيجة تقلص العضلات التوأم (في ربلة الساق) بينما بغية قذف الكرة إلى الأعلى تتقلص مجموعة العضلات الأمامية.. (الظنبوب) .
إن العضلات والعظام التي تثبت عليها تعمل بمثابة عضلات. بغية ثني الساعد مثلا تتقلص العضلة ذات الرأسين وهي تسحب على نقطة تثبيتها القريبة من المرفق ويعمل المرفق كمحور يستعمل كنقطة ارتكاز لهذه العتلة وكما هو الحال بالنسبة لكل نوع من أنواع العضلات يحدث تضخيم للحركة لأن الجهد العضلي يكون هشا نسبيا بالمقارنة مع التحرك الذي يحدده.
من يريد التعمق في جسم الإنسان انصحه بهذا الموقع الذي يمكنك من مشاهدة جسم الإنسان بالأبعاد الثلاثة :