إن معظم النقاط المضيئة التي تلمع في السماء خلال ساعات الليل هي نجوم تتخذ شكل كرات تلمع مكونة من كرات ضخمة من الغاز و لكنها تظهر صغيرة لأعيننا نظرا لشدة ابتعادها عن الأرض. إن أقرب نجم إلى كوكب الأرض هو الشمس و تحته النجمة Proxima Centauri المكان الثاني في البعد عن كوكب الأرض. و تبعد بالفعل حوالي 40 مليار كيلومتر عن الأرض يزيد حجم نجوم معينة بمقدار ألفي مرة عن حجم الشمس.
يمكن بالعين المجردة رؤية أكثر من 6 آلاف نجم. لا تتلألأ النجوم بل إن الهواء المحيط بالأرض هو الذي يشوه الضوء المستلم منها فيعطي الانطباع بأنها تومض.
إن النجم الأشد لمعانا في السماء هو Sirius و تتفوق قوة لمعانه قوة لمعان الشمس ب 26 ضعفا.
لا تملك النجوم لونا خاصا بها فالألوان (الأزرق، الأحمر، الأصفر أو الأبيض) التي نشاهدها من الأرض ليست سوى انعكاس لدرجة حرارة سطح النجم و استنادا إلى ذلك يكون النجم ساخنا جدا و يكون النجم الأحمر باردا.
تملك النجوم أعمارا مختلفة. تعيش النجوم الصغيرة لمدة أطول من النجوم الكبيرة التي تستهلك الكثير من الطاقة للاحتراق و لا تعيش بالتالي إلا بضعة ملايين من السنين. و النجوم تولد و تعيش و تموت تماما كما الكائنات الحية.
ولادة نجم
يوجد في الفضاء غازات وغبار تكون غيوما أو سديما غازيا. في بعض الأحيان تسبب موجة صدمية بسيطة أو انجذابا بفعل الجاذبية انكماش سديم غازي. ترتفع شيئا فشيئا حرارة الغازات المنضغطة وتبدأ بالدوران حول قرص يشكل نواة وعندما تصل الحرارة إلى 10 ملايين درجة مئوية تطرد الغازات إلى الخارج: يولد نجم عندئذ في الوقت الحاضر وبفضل التلسكوبات الفضائية أصبح بإمكان العلماء مراقبة ولادة النجوم.
حياة نجم
يولد النجم الكثير من الحرارة والضوء في بداية حياته من خلال حرق كميات هائلة من الهيدروجين الذي يشكل نواته.
تبلغ حرارة نجم أصفر 55 درجة مئوية وحرارة نجم أزرق 30 ألف درجة مئوية وحرارة نجم أحمر 3000 درجة مئوية.
يلمع النجم ببريق أصفر خلال 8 مليارات سنة وعندما لا تعد توجد كمية كافية من الهيدروجين في نواته يتضخم ويلمع بلون أحمر. ويسمى عندئد بنجم بارد أحمر. وعندما يشيخ النجم يطلق الغبار والغازات التي تشكل في وقت لاحق غيوما سديمية تقود إلى ولادة نجوم أخرى.
تموت النجوم بطريقتين
1) تفقد النجوم الصغيرة غلافها الخارجي وتتوقف عن اللمعان وتبرد نواتها وتتحول إلى نجوم صغيرة جدا تسمى نجوم بيضاء قزمة أو نجوما سوداء قزمة.
2) تزداد ضخامة النجوم الكبيرة فتصبح نجوما حمراء عظمى قد يبلغ حجمها ألف ضعف حجم الشمس وعندما تموت تنفجر هذه النجوم العظمى وتشكل نجوما جديدة شديدة الإرتفاع. بعد الإنفجار تولد أحيانا النجوم العظمى بولسارات Pulsars هي عبارة عن كرات صغيرة من المادة. تم اشتقاق كلمة بولسار (Pulsar) من الفعل الانكليزي "Pulsate" الذي يغني خفق بما أن البولسار يطلق خفقانات إشعاعية لطاقة أو موجات موئية نتيجة دورانه حول نفسه. بإمكان البولسار الدوران حول نفسه حتى ألف مرة في الثانية.
عندما ينهار نجم جديد شديد الارتفاع (Supernova) تنكمش بقاياه في منطقة صغيرة جدا. أما كثافة وجاذبية هذه المنطقة فهما هائلتان: تستطيع هذه المنطقة أن تبتلع كل ما يمر بجوارها من الضوء ولذلك سميت بالثقب الأسود.
لا يستطيع علماء الفلك رؤية الثقب الأسود ولكن بإمكانهم التكهن بوجوده من خلال مشاهدة الاختفاء الفجائي للنجوم والغارات والأغبرة.
ولكن لحسن حظ البشر لا يوجد أي ثقب أسود قريب بدرجة كافية ليبلغ الشمس أو القمر.