إن كل حركة تقوم بها تشغل واحدة أو أكثر من هذه العجائب في آلية جسم الإنسان التي تعرف بالمفاصل. إن العظام التي تتحرك الواحدة بالنسبة للأخرى لا تتلامس فيما بينها بصورة مباشرة بل بواسطة أسطح حاملة لا تبلى هي المفاصل.
من المحتمل أن تكون هذه المفاصل من عدة أنواع وأهمها الغدد الزلالية وهي الأكثر تحركا ويتشابه مبدأ عملها تقريبا لدى كافة الثدييات ، من ضمنها الإنسان.
إن سطح العظم خشن وقاس ولذلك يتوجب حمايته داخل مفصل بواسطة طبقة ملساء وشديدة المقاومة وهذا هو بالفعل ما تقوم به المفاصل الغضروفية التي تغطي الأسطح العظمية الموجودة.
تتكون هذه المفاصل من نسيج مطاط ذي طبيعة تماثل طبيعة العظم لأنه يتألف من الكولاجين دون أن يكون بصلابة الكولاجين نظرا لكونه لا يحتوي على المعادن.
تتمكن الأسطح العظمية المحمية بهذا الشكل من الاستدارة أو الدوران الواحد مقابل الآخر بدون خطر البلي بتأثير الاحتكاك. تقوم هذه الطبقات المتداخلة الغضروفية أيضا بوظيفة مخمدات من خلال امتصاص جزء من الصدمات التي قد تصيب المفاصل.
يكتمل نظام الحماية هذا بجلبة ليفية تربط العظمين الواحد بالآخر تسمى محفظة المفصل.
تدعم محفظة المفصل في أماكن معينة متكاثفات من الألياف الكولاجينية التي تشكل ما يعرف بالرباطات. وتربط هذه الأشرطة المتينة المطاطة العظام واحدهم بالآخر وتمنع انخلاعهم.
تتخذ مفاصل جسمنا أشكالا مختلفة يمكن مقارنتها بأنواع معينة من المفاصل الميكانيكية كالمفصلات أو المحاور حسب الحركات التي تسمح بها، كما أنهد تكون متحركة بدرجة أكبر أو أقل ويوجد حتى رباطات صلبة لا تسمح بأية حركة مثل عظام الجمجمة. يمتلك المفصل المحوري كمفصل الكتف والوك رأس كروي يتشابك في تجويف على شكل قدح. ولكونه شديد التحرك يسمح بشكل خاص بحركان الدوران.
إن تجويف الكتف أعمق من تجويف الورك وبذلك يؤمن تحركا أعظم ولكن باستقرار أقل.
لا تسمح مفصلة كمفصلة المرفق والركبة بالحركة إلا باتجاه واحد ولكن باستقرار عظيم.
و نجد مثل هذه المفصلات في أصابع اليدين والقدمين و الكاحل.
إن إطلاق بالون يدفع للعمل مفصلات عديدة. تسحب مفصلة الكتف الدراع إلى الخلف قبل أن تقذفه إلى الأمام. في وقت متزامن ينثني المرفق ثم يمتد وتدفع اليد البالون من خلال تشغيل حوالي عشرين مفصلة في أصابع اليدين و في الرسغ. يضاف إلى هذه المفصلات دعامات الجسم التي تشغل منفصلات الوركين والساقين و القدمين.
تجمع المفصلة المتراكبة بين نهايتين عظميتين متشابكتين وهذه المفصلة شديدة التحرك وتوجد بالأخص عند قاعدة الإبهام الذي يتمكن بفضلها من تنفيذ استدارة كاملة ثم التجمع مجددا على راحة اليد لمواجهة الأصابع الأخرى.
يتميز العمود الفقري بالمفصلات القرصية. بين كل فقرة و أخرى يتشابك نوع من حلقة مطاطة ، هي القرص الفقاري، تسمح في نفس الوقت بإجراء حركات دوران و انحراف يعود إليها فضل مرونة ظهرنا.
لا تتمتع مفصلات معينة بأية قابلية للتحرك لأنها مقيدة بالكامل وهذا هو حال درزات جمجمة الشخص الراشد.
فهي مكونة من نسيج ليفي يلحم مختلف العظام سوية.
في أنواع أخرى من المفصلات تجمع العظام بواسطة نسيج ليفي أيضا ولكنها لا تتلامس مما يمكنها من التحرك الطفيف كما هو الحال بالنسبة لعظمي الساعد، الكعبرة وعظم الزند. توجد أيضا منفصلات غضروفية كالتي تربط جانبي القص (عظام قفص الصدر) بواسطة أشكال من الجسور الغضروفية المرنة.
إن المفصلات المتحركة الأكثر بساطة هي تلك التي تجمع الأسطح العظمية المسطحة تقريبا التي يمكن أن تنزلق أو تستدير الواحدة مقابل الأخرى ولكن بصورة محدودة للغاية لأنها متثبتة بدقة بواسطة رباطات متينة وهذا هو الحال بالنسبة لعظم الرسع وعظم الكاحل كما ملتقى عظم الكتف وعظم الترقوة.
من يريد التعمق في جسم الإنسان انصحه بهذا الموقع الذي يمكنك من مشاهدة جسم الإنسان بالأبعاد الثلاثة :